عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !  829894
ادارة المنتدي الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !  103798
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !  829894
ادارة المنتدي الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !  103798

أهلا وسهلا بك فى منتديات نبض اليوم
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.


الدردشة

شاطر|
بيانات كاتب الموضوع
الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الاداره
الرتبه:
الاداره
الصورة الرمزية

Admin

البيانات
الدولة : غير معروف
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 720
نقاط : 1084
العمر : 33

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://nbdy.yoo7.com

موضوع: الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !  Emptyالخميس سبتمبر 22, 2011 7:34 am






[size=21]تمهيد :

حين تتضمن المناهج الدراسية منهجاً ما ، ويُكرس تثبيت ذلك
المنهج في عقول النشئ وتسير كل وسائل الاعلام من صحافة واذاعه وتلفزة
وبرامج حزبية وجماهيرية بشكلٍ متواز مع ذلك التوجه لتُحقق مُجتمعةً هدفاً
واحداً ، فان ذلك الهدف يترسخ في عقول الشباب ويتحول تدريجياً الى بديهيه
من بديهيات الحياة السياسية .


وقد كان الحديث عن واحدية الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر ،
يحظى بكل تلك التغطية وربما اكثر إبان حكم الحزب الاشتراكي اليمني للجنوب ،
كما كان الحديث عما يخالف ذلك مخاطرة جسيمة قد تصل عقوبتها الفكرية حد
التخوين .

اليوم صار البعض ممن كانوا يسوقون لواحدية الثورة اليمنية
يتحدثون عن انفصال او فصلِ كل منهما عن الاخرى ، وصار البعض يكرس الحديث عن
هذه القضية ويروج لها وكأن الرجوع عما علمونا اياهـ وبدورنا علمناهـُ
للاجيال التي جاءت بعدنا سيعيد لنا الاعتبار عن تهمةٍ وجهة لنا او يُغير
واقع الحال السيئ الذي نعيشه اليوم الى واقعٍ افضل ام انه سيرسم مستقبلاً
اكثر إشراقاً .


ولان الغور في اسبار هذه المهة يتطلب ان نحيل امرها الى اهل
الاختصاص من كُتّاب التاريخ والباحثين في دهاليزهـ فانه ولتحقيق ذلك يتطلب
استقراراً امنياً وسياسياً ثم صفاءً نفسياً وذهنياً بحيث يكون البحث
والتمحيص في اجواء تضمن ولادةً طبيعية مكتملة النمو ولان اوضاع اليوم لا
تحقق ذلك فان امر الدراسة والتمحيص سيترك للاجيال القادمة .



اسأله مُحيره !

ليس بمقدورِ احدٍ ان ينكر ان عدداً من رجال الجنوب قد
شاركوا وبفعاليةٍ في ثورة 26 سبتمبر 1962 وما تلاها من احداث لتثبيت اركان
الجمهورية ، كما لا يستطيع احد نكران دور عدداً من رجال الشمال في ثورة 14
اكتوبر 1963م .

ومع كل ذلك فان بعض الأساله المُحيرهـ بحاجة الى البحث عن
اجابات واضحة وصريحة وهي :


1 - لماذا لم تتحقق الوحدة اليمنية بُعيد الاستقلال الوطني
للجنوب مباشرةً في 30 نوفمبر 1967م ؟


2 - لماذا تم تسمية الجمهورية الوليدة باسم جمهورية اليمن
الجنوبية الشعبية ؟


3 - لماذا ورد تحقيق الوحدة كهدف من اهداف ثورة 26 سبتمبر
في الشمال ؟



الوحدة في الميزان :

استحوذت الوحدة اليمنية على مكانة متقدمة في برامج النظام
السياسي في الجنوب اكثر منها في الشمال ، حيث سُخرت كل وسائل التوجية
التربوي والسياسي لتحقيق هذا الهدف بل وربطت تطور وتقدم اليمن بوحدته بينما
اكتفت ثورة الشمال بالابقاء على الهدف ضمن مبادئ الثورة السته ودون ان
يلحق ذلك تكريساً في مناهج الدراسة او الحياة الثقافية للمجتمع .


عُقدت اتفاقات بين قيادتي الشطرين حول الوحدة وكانت
الاتفاقية الاولى إثر الحرب الاولى بينهما عام 1972م في القاهرهـ وقد ورد
في ديباجتها :


[size=12](في تاريخ 21 رمضان
1392هـ الموافق 28 أكتوبر 1972م إن حكومتي الجمهورية العربية اليمنية
وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية باسم شعب اليمن الواحد وباسم الأمة
العربية وانطلاقاً من واقع المسئولية التاريخية والمسئولية القومية.
وإيماناً بأن شعب اليمن وأرضه وحدة واحدة لا تقبل التجزئة والانقسام وإن
هذه الحقيقة قد أثبتت نفسها على مر التاريخ برغم كل محاولات ترسيخ الانقسام
وخلق الحواجز والسدود والحدود.)


مقدمة نظريه استطيع القول ان جانب الجنوب هو الذي فرضها ، وقبلها جانب
الشمال مُرغماً مُسايرة لاستمرار التفاوض .

تلا ذلك عدة لقاءات احتضنتها عواصم عربية ومدن يمنية بين القيادتين
السياسيتين ، وفي كل تلك الاتفـاقات وحتى الحـربان ( 1972و1979 ) كانت
مواقف الدولة الجنوبية هي الأكثر تشدداً والأكثر صدقاً لتحقيق الوحدة
اليمنية ، ولان الدولة الجنوبية كانت ترتبط بعلاقات استراتيجية متينه
بالاتحاد السوفياتي ( ذو النهج الشيوعي ) على حساب جيرانها واشقائها العرب
فقد مالت مواقف عدداً من البلدان العربية ناحية الجمهورية العربية اليمنية
والتي كانت تنتهج ذات السياسة الخارجية التي تسير عليها دول الجوار ومعظم
الدول العربية ، حيث كان لـ مصر والعراق والاردن والمملكة العربية السعودية
دوراً حازماً وحاسماً بالتدخل مالم يوقف الجنوبيون زحفهم في حرب 1979م وهي
الحرب التي اراد الجنوبيون تحقيق الوحدةِ من خلالها ، فتوقفت الحرب وانسحب
الجنوبيون من المناطق التي دخلوها ، وعاد الحوار من جديد منطلقاً من
الكويت عام 1979م بعد ان وضعت الحرب اوزارها وهنا مدخل لقاء الكويت :

( التقى الرئيسان اليمنيان، الأخ/
المقدم علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية العربية اليمنية والقائد العام
للقوات المسلحة والأخ/ عبد الفتاح إسماعيل الأمين العام للحزب الاشتراكي
اليمني ورئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى في جمهورية اليمن الديمقراطية
الشعبية التقيا في مدينة الكويت يوم الأربعاء تاريخ 28 مارس 1979م إلى 30
مارس 1979م. )

كان لقاء الكويت هو آخر اللقاءات التي عُقدت خارج حدود الدولتان ، حيث
تعددت اللقاءات في مختلف المدن اليمنية وهي :

لقاء صنعاء في 14 أكتوبر 1979م.

إتفاق عدن في 6 مايو 1980م

اتفاق صنعاء في 13 يونيو سنة 1980م

اتفاق تعز في 15 سبتمبر 1981م

اتفاق عدن( 2 ديسمبر 1981م )

اتفاق تعز في مايو 1982م

قمة تعز(16 ابريل 1988م )

اتفاق بشأن تسهيل حركة تنقل
المواطنين بين الشطرين( 4 مايو 1988م )


محضر اتفاق بشأن لجنة الحدود اليمنية
- عدن بتاريخ 30 نوفمبر 1989م، الموافق الأول من جمادى الأول 1410هـ.


اتفاق عدن التاريخي(30نوفمبر1989م )

اتفاق إعلان الجمهورية اليمنية
وتنظيم الفترة الانتقالية - 24-27 رمضان 1410هـ الموافق 19-22 أبريل 1990م


كل تلك اللقاءات والمحادثات اوصلت الى ان يكون عامي 1988و1989م هما العامان
اللذان قرّبا المسافات بين القيادتين السياسيتين للشطرين وبذلك شهدت
البلاد منحنى جديد في خط سير المفاوضات الوحدويه ، وصولاً الى تقديم اعلان
الجمهورية الوليدة في 22 مايو 1990م بدلاً من 30 نوفمبر 1990م ، ولم يكن
الشعب يدرك ان قيادة كل شطر كانت تعاني من مشكلاتٍ داخليةٍ سياسيةٍ
واقتصاديةٍ عميقه ، وان الوحدة - باعتبارها الهدف الاسمى – قد شكلت المفر
الآمن الذي سعى للوصول اليه كل نظام ، واعتقد ان قيادة كل نظام كانت تفكر
في قرارت نفسها انه وفي خلال اشهرٍ وربما سنواتٍ قليلة سيبتلع الآخر ، ولم
يكن خافياً ان بعضاً من قيادات الشمال كانت تخشى بل تخاف جداً من الجنوبيين
باعتبارهم شيوعيون ، او هكذا يعتقدونهم ، فسعوا بكل ما اوتوا من قوة لوقف
تقدم مفاوضات تحقيق الوحدة بينما كان الجنوبيون مندفعون اكثر مما يجب .

كانت لدى النظام في الشمال خيارات عدهـ للوحدةِ ومنها ان تكون الوحدة على
اساس الكونفدراليه بين الدولتان ، ذلك انه كان يدرك قوة الدولة وهيبتها
وقوة الجيش في الجنوب ومن ثم فقد اراد ان يعمل لنفسهِ سياجاً يحميه من
المارد القادم من الجنوب ، وعلى العكس من ذلك كان الجنوبيون مصرون على
خيارٍ واحد وهو الوحدة الاندماجية وبذلك فقد كان اندفاع الجنوبيون بل
اندفاع الرئيس علي سالم البيض دون كوابح ، وهنا اعتقد جازماً ان شريطاً
طويلاً مر بذاكرة الرئيس صالح بدأً بنتائج الحربين ومواقفهِ في المفاوضات
وخشيته من الحزب الاشتراكي ، كل ذلك بالاضافة الى مشاكل داخلية دفعت به الى
السير في تنفيذ خطةٍ موازية اتفق عليها مع بعض رموز نظامهِ لضمان ان يتغدا
بهم قبل ان يتعشوا به ، فكان تشكيل حزب الاصلاح هو الاستراتيجية التي
تبناها صالح مع زعيم قبائل حاشد حينها الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر للوقوف
في وجه الاشتراكي .

كان إصرار الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني علي سالم البيض على الوحدة
الاندماجية ينطلق من قناعته ( الشخصيه ) بان انتشار الحزب في كل الوطن من
خلال فرع الحزب في الشمال (حوشي ) سيظهر تمدد الحزب الاشتراكي في كل اليمن ،
ومن ثم فسيكون قادراً على التأثير في نقل تجربة الحكم في الجنوب الى
الشمال والتي من خلالها ستسود هيبة الدولة في مناطق الشمال والتي كانت لا
تعرف نظام الدولة وستكون افضل دعايةٍ انتخابيةٍ له ولحزبه في الانتخابات
النيابية او الرئاسية القادمة .

بيد ان ما اصاب الاشتراكي في مقتل كان دخوله الوحدة دون برنامجٍ سياسيٍ
يُحقق قيام دولة النظام والقانون في كل اليمن ، وتلك كانت المهمة التي
انتظرها ملايين الشماليين والذين تأملوا خيراً بقدوم الاشتراكي لا سيما في
مجال القضاء على الحروب القبلية التي لم يكن يعد لها وجود في الجنوب ،
وتدوير عجلة التنمية في كل المدن والقرى .

لكن القادمين من الجنوب خيبوا ظن المستقبلين في الشمال من خلال انبهارهم
بما تعمله الاموال والتي لم يكونوا يكترثون لها قبل الوحدة فادركوا في ايام
الوحدة الاولى ان للمال قيمةٍ ما كانوا يعرفونها ، وهنا غرق الكثير منهم
في اوحال الريال اليمني والدولار وكل عملات دول الجوار وانشغلت الكثير من
القيادات العليا والوسطية بجمعها وعدها وكيفية استثمارها داخلياً وخارجياً
ونسبة إزديادها كل يوم ، فصار العكس تماماً حيث ضعفت الدولة في الجنوب
وتقوّت شوكة القبيلة ، فسعت كل قبيلةٍ لان يكون لها دوراً وتأثيراً في
الحياة العامة اسوةً بقبائل الشمال ، وعادت الى الظهور حالات الاقتتال بين
بعض القبائل الجنوبية للاختلاف على ابسط الامور ، وبدلاً من تثبيت اركان
الدولة في الشمال تهدمت اركانها في الجنوب .

الاغتيالات السياسية وتأزم الموقف :

لم تطل نشوة الافراح بتحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م ، حيث كانت مؤشرات
الاختلاف قد بدأت حين غزا الجيش العراقي دولة الكويت الشقيقة في 2 اغطسطس
1990م ، فتحملت القيادة الجنوبية قبول موقف شخص الرئيس علي عبدالله صالح
الداعم لمواقف الرئيس العراقي صدام حسين على مضضٍ وذلك كي لا تُظهر للعالم
اختلاف القيادتان بعد مرور شهري عسل وبضعةِ ايام .

ومع الاختلاف في الرؤى والمواقف السياسية واقتناع الطرف الشمالي بان
الجنوبيون ليسوا بالقوة او الهيبة التي كانوا يخشونها بدأت عملية المماطلة
في تنفيذ بنود الاتفاقات الموقعه بين الشريكين وعدم تنفيذ قرارات واوامر
وتعليمات الوزارء القادمون من عدن من خلال كوادر الوزارات التي كانت تعمل
في كل وزارة قبل الوحدة في صنعاء بصورة ممنهجه ، وترافق ذلك مع عمليات
اغتيالات منظمة لعدداً من رموز وكوادر الحزب الاشتراكي ، وقد لا نُبالغ
اذاما قلنا ان الاشتراكي تحمل على مضض عدداً من حالات القتل التي تمت
وعدداً آخر من محاولات لم يكتب لها النجاح ورمي قنابل على مساكن بعض
القيادات الى ان جاءت عملية اغتيال عضو اللجنه المركزيه ومستشار وزير
الدفاع ماجد مرشد ، وهنا يكون خطر الموت امراً وارداً لكل قيادات الاشتراكي
، فلم يكن امامهم الا الوقوف على عملية اغتيال ماجد مرشد واتخاذ التدابير
اللازمة لحماية انفسهم قبل ان يكون انتقاماً او ثأراً لمن قُتلوا من اعضاء
وكوادر الاشتراكي .

عقدت قيادة الحزب الاشتراكي اجتماعاً او لقاءً قررت فيه الرد بالمثل ، غير
ان عد الفلوس كان قد فعل فعله في النفوس ، فذهبوا لاستئجار قاتلٍ من خولان -
وهم اصحاب الخبرة في ارسال القتله الى القاهره ودمشق وصنعاء - فما كان منه
اي ( القاتل ) إلا ان إستلم الدفعة المقدمة ثم توجه بعدها مباشرة الى
الرئيس صالح ليبلغه بما طُلب منه من قبل قيادات الاشتراكي والمبلغ المُستلم
كدفعه مقدمه والمهمة التي طُلب منهُ تنفيذها ، فاحسن الرئيس صالح استقباله
واكرمه ، ثم استغل هذه الغلطة للاشتراكي بطريقة ذكيه ، فكان ينفرد باعضاء
المكتب السياسي الواحد تلو الآخر ، فيعاتبهم على ما فكروا فيه ويطالبهم -
باعتبارهم المتحدثون دوماً عن بناء دولة النظام والقانون - بالتوجه نحو
اجهزة القضاء لتقول كلمتها الفصل في اية واقعةٍ من وقائع قتل اومحاولات قتل
الاشتراكيين ، وفي حقية الامر فان صالح وكذلك قيادات الاشتراكي يدركون
جيداً ان لا قضاء في صنعاء او في غيرها من المحافظات الشمالية سينصفهم .

كان هذا الفشل كفيلاً بعدم التفكير مجدداً باعادت الكرّه من قبل قيادات
الاشتراكي ، الامر الذي ادى الى تكرار عمليات قتل كوادرهِ بدمٍ باردٍ حتى
وصل الامر الى ايقاف موكب رئيس الوزراء حينها ( عضو المكتب السياسي للحزب
الاشتراكي حيدر ابو بكر العطاس ) في نقطة تفتيشٍ تابعةٍ للشرطة العسكرية ،
ولم يمر الموكب الا بعد وساطة الشيخ مجاهد ابو شوارب وقبل ذلك أُطلقت قذائف
صاروخية على منزل رئيس مجلس النواب ( عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي
الدكتور ياسين سعيد نعمان ) والكثير من الاغتيالات ومحاولات القتل ، فما
كان من سلاحٍ لدى الاشتراكي سوى تصعيد الخلافات بين الشريكين وصولاً الى
حرب 1994م .

حرب صيف 1994م :

بذلت العديد من الشخصيات دوراً لا يُستهان به في رأب الصدع بين شريكي
الوحدة حتى وصل الامر الى الذهاب للتوقيع على اتفاقيةٍ سُميت بوثيقة العهد
والاتفاق في عمان تحت رعاية الملك الحسين بن طلال ملك المملكة الاردنية
الهاشمية ، ورغم التوقيع على الوثيقة فان ما في النفوس كان قد بلغ الزبى
خصوصاً من قبل الرئيس البيض ، فكانت عودتهِ الى عدن بدلاً من صنعاء
استمراراً لحالة الاعتكاف التي كان فيها ، وعلى الجانب الآخر كانت مؤشرات
الحرب واضحة المعالم قبل قيامها باشهرٍ عدة ، فقد استعد الشماليون لها
استعداداً عالياً فكان شعارهم ( الوحدة او الموت ) بينما اعتمد الجنوبيون
على ايقاف الحرب من الخارج وبالتالي فلم يكونوا من الداخل معتمدين سوى على
الدفاع وان بحده الادنى ، مُضافاً الى ذلك الضعف بعض الخيانات ( الجنوبية )
التي حدثت هنا وهناك بسبب الاغراءات المالية وعملية شراء الذمم وحالة
التفكك التي اصابة الجسد الجنوبي والتي كانت واضحة وظاهرة ولا تخفى على
القيادات السياسية ، غير ان القيادات السياسية والعسكرية لم تتخذ اي اجراء
ربما لان البعض منها كان متورطاً بشكلٍ او بآخر وربما لان دورة الاموال
التي جمعها كلاً منهم قد شغلت كلاً بنفسهِ وربما لاعتمادهم اكثر مما يجب
على مواقف بعض الدول .

انتهت الحرب الى انتصار الطرف الشمالي والذي اشرك معه في الحرب كل الخصوم
السياسيين للحزب الاشتراكي ابرزهم النازحين بعد 13 يناير 1986م وهم الذين
شكلوا مفاتيح النصر الحقيقية للشمال وخسارة الطرف الجنوبي ، وهنا عادت
الامور الى وضع الجمهورية العربية اليمنية بانظمتها وقوانينها ، حيث تمت
عملية نهب منظمة لممتلكات الدولة الجنوبية وتسليمها لعدد من القادة
العسكريين المتنفذين ( من ابناء الشمال ) .

الحراك الجنوبي :

عانا الشعب في الجنوب منذ 1994 وحتى 2007 اشد المعاناة وهو يرى كيف تنهب
الاراضي وكيف يتم السطو بقوة السلاح على املاك البعض اكانوا حاضرين او
هاربين بفعل الحرب ، وتحول الكادر الجنوبي في المؤسسات العسكرية والمدنية
وفي السلك الدبلوماسي الى قوة عاطلة عن العمل وتم استبدالهم بآخرين لمجرد
انهم من ابناء الشمال .

كان البعض ان سألته اين تعمل فلا يتردد من القول .... ربة منزل ، كان ذلك
احساساً بشعاً للكثير ، فكيف لكادر درس وتعلم عشرات السنين ثم يأتي من هو
اقل منه خبرة وكفائة ليحل محله لا لسبب ولكن لانه جنوبي وذاك شمالي .
حين بدأ الغليان الجنوبي بالطفح كانت اولى الشرارات بلقاء التصالح والتسامح
بين ابناء الجنوب والذي استضافته جمعية ابناء ردفان في عدن عام 2006م ،
وفي الوقت الذي كان الواجب على السلطة والقيادة السياسية ان تحتظن هذا
اللقاء وان تباركه وتدعمه وتشجعه ، فقد حدث العكس تماماً وسط استغراب
الكثير من المراقبين السياسيين الذين اندهشوا من مواقف القيادة السياسية من
عملٍ اجتماعيٍ عظيم كهذا ، عمل يحقق التصالح والتسامح بين ابناء جزءً
مهماً من الوطن الغالي ويدعوهم الى تناسي مآسي الماضي المؤلم ويشحذ هممهم
للبناء بروح المحبة والتآخي .

ولم تكتف القيادة السياسية بالوقوف على النقيض من هذه الدعوات والدعوات
التي تلتها بل ان شخص الرئيس صالح قد جند نفسة لزيارة بعض المحافظات
الجنوبية وذلك لنكأ الجراح وتذكير الناس بالحروب الجنوبية وروج كثيراً
لعملية القتل وفقاً لبطاقة الهوية ، بل انه استغل هذه الغلطة ابشع استغلال
مُدعياً الى ان اولئك الذين دعوا الى التصالح والتسامح انما هم من بقايا
الحزب الاشتراكي والذي تعود على اقامة وجبة كل خمس سنوات – كما كان يُفضل
ان يسميها - ورغم حروب صعدة المتكرره فلم يكن يجرؤ احد على تذكير صالح بانه
من العجيب والغريب ان تضحك الشاه حين رأت عورة النعجة .

ظهِر الرئيس صالح محرضاً فاشلاً في هذه الدعوات فقد عقد العزم ابناء الجنوب
على بناء علاقات جديده فيما بينهم رغم الجراح التي حاول صالح ان يذكرهم
بها كل ليلة وكل يوم على قناة الفضائية اليمنية ، وفي كل لقاءاته في عدن
ولحج وابين ، الامر الذي دفع جمعية العسكريين المتقاعدين الى الخروج الى
العلن للمطالبة بالمساواة بين الضباط الشماليين والجنوبيين في الوظيفة
والراتب وكامل الامتيازات ، فكان رد القيادة السياسية كذلك مخيباً للآمال
وهو الامر الذي افرز بروز تنظيمات وقوى سياسية عبرت عن نفسها من خلال
مهرجانات التصالح والتسامح التي كانت تعقد في عدن وفي غيرها من مدن الجنوب .


وفي فترة ما إلتحم ابناء الجنوب في الداخل والخارج ، في نسقٍ دراماتيكيٍ
رائع للتعبير عن الرفض للنهب المنظم لثروات الجنوب الظاهره والباطنه واقصاء
الجنوبيون من اعمالهم ومعاملتهم كمواطنين درجة ثالثة ورابعة .

كان عامي 2008 و2009م هما افضل اعوام نشاط الحراك الجنوبي السلمي ، غير ان
ركوب بعض القيادات في الداخل والخارج موجة الحراك قد اعاقة عجلة تقدمهِ ،
فتوقف الحراك عن التقدم وبالكاد حافظ على بقائهِ حياً في وقتٍ تعددت فيهِ
الاطراف التي تتنازعه ، ومعها تعددت التصريحات والتصريحات المضادة ، فصار
القتل في كل مهرجان او مسيرة اكان في عدن او خارجها حتى وصل الحال الى جعل
المظاهرات والمسيرات في المناسباتِ فقط ، وفي كل منها كان الجنوب يقدم
الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح ويرتفع بذلك عدد المعتقلين ، وان
افرجت السلطة عن بعض المعتقلين في منطقةٍ ما فانها تعتقل آخرين في منطقةً
أخرى .

فاصابت الخلافات والاختلافات الحراك الجنوبي بالجمود السياسي وبالتالي عدم
المقدرة على ابتكار اشكال ووسائل جديدة للنضال السلمي ، حتى ان خروجهِ من
عدن الى الارياف كان علامةُ ضعفٍ فارقة في تاريخه .
وقد كانت – وما زالت – مشكلة الحراك الجنوبي تكمن في تشتت قياداته وتعددها
وضعفها في قيادة العملية النضالية السلمية وعدم مقدرتها على مواكبة الزخم
الشعبي ، ولولا قيام الثورات العربية في كلٍ من تونس ومصر واليمن لما
استطاع الحراك الجنوبي العودة الى واجهة الاحداث بل ولما تمكن من العودةِ
الى عدن .

وبقيام الثورة السلمية في اليمن فقد تداخلت حركات وتحركات الحراك الجنوبي
ففي جانبٍ منها اعطت الحراك دفعة للتقدم حيث لم تعد الحكومة منشغلة فقط به
بل ان جبهات الثورة السلمية التي فُتحت في تعز وصنعاء وعدن وغيرهن قد وفرت
حمايةً لا باس بها حيث صارت اجهزة امن النظام منشغلة في كل مكان هذا من
جانب ، ومن جانبٍ آخر فقد تفاوتت مواقف القيادات السياسية للحراك بشأن
الثورة فمنها من رأى الثورة مخرجاً ومنها من نظر الى الثورة بمعزلٍ عن
الحراك وان الثورة شأنٌ شمالي والحراك شأنٌ جنوبي .

وبين هذه الاختلافات ما زالت الصراعات مستمرة وما زال الشعب يدفع الضحايا
هنا وهناك ، حيث لا مؤشرات عن نصرٍ قريبٍ للثورة السلمية عدى الاصرار على
الاستمرار فيها كما لا توجد مؤشرات لانتصار الحراك الجنوبي السلمي قبل
انتصار الثورة او بعدها ، ومع تأزم الموقف – في هذه الايام - فقد تحدث
تغيرات وتبدلات تقلب موازين القوى وتحدث تغيرات لم تكن في الحسبان ، لكل
ذلك فان التوقعات التي اتبناها مبنية على اوضاع اليوم .

الخلاصة :

- ان على ثورة الشباب وبعد نجاحها ان تقر بمشروعية الحراك الجنوبي السلمي
ضد السلطة الساقطة وما قدمه ابناء الجنوب من تضحيات خلال الفترة منذ حرب
1994م ، وان تتبنى وبكل وضوح حل القضية الجنوبية وبما يرضي ابناء الجنوب .

- ان الحراك الجنوبي لم يستطع تحقيق فك الارتباط – باعتبارهذا الخيار هو
خياره الاستراتيجي – على مدى اربع سنوات ( 2007 – 2010م ) رغم التضحيات
الكثيرة والكبيرة التي قدمها ، وفي واقع اليوم فانه لن يستطيع انجاز مهمته
تلك قبل نجاح الثورة مهما طال امدها .

- ان على قيادات الحراك الجنوبي السلمي ان تسع الى ايجاد طريقه ما لتوحيد
وجهات النظر المتباينه بين قياداته في الداخل والخارج وبما يضمن وجود موطئ
قدم للحراك في السلطة الجديده بُعيد انتصار الثورة .
لذلك فان انتصار الثورة الشبابية يمكن ان يفتح نافذة بل باباً للحوار مع
الحراك الجنوبي ومن ثم وضع كل المطالب على طاولة البحث .

فان تبنت قيادات الحراك الجنوبي السلمي هذا الخيار فذلك هو الطريق الاصوب (
من وجهة نظري ) وقد تجد الدعم والمؤازرة اقليمياً ودولياً لهكذا خيار
طالما وهو يتخذ من الحوار وسيلة لتحقيق اهدافه .
وان سعت قيادات الحراك الى نفض ثوبها من الثورة فانها قد لا تستطيع التقدم
الى الامام في حراكها السلمي ، كما انه سيكون من الصعوبة بمكان الحصول على
اي دعمٍ دوليٍ لها ، وادرك ان البعض سيقول ان الحراك الجنوبي يعتمد على
الشعب وهنا اود التذكير فقط بتضحيات الشعب خلال الفترة الماضية دون جدوى
والى الحاجة الماسة والملحة للحصول على الدعم والمساندة اقليمياً ودولياً .
[/size][/size]


















 الموضوعالأصلي : الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! // المصدر : منتديات نبض اليوم // الكاتب: Admin



Admin ; توقيع العضو





الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

الــرد الســـريـع
..
الردود السريعة :

هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
الرد السريع


خــدمات المـوضـوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! , الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! , الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! ,الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! ,الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! , الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك !
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ الجنـــــــوب بين مطــرقة الثـــــورة وسنــــدان الحـــــــراك ! ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا








مواضيع ذات صلة


الساعة الآن



جميع الحقوق محفوظة لمنتديات نبض اليوم
حقوق الطبع والنشر لعام 2012 - 2013
تم التحويل بواسطة شركة فور يمنى